Cherreads

Chapter 49 - دماء

في مكان اخر،بعيدا عن الموقع السابق.

استكمل ايثان رحلته.

4 ساعات قد مرت.

خطواته ثابثة،وو جهته واضحة.

الطريق الاسفلتي بارز امامه،و الحقول الخضراء تحيط به يمينا و يسارا،تتخللها بعض الاشجار المتباعدة فيما بينها.

ايثان،اقترب ناحية شجرة قريبة،متكئا داخل ظلها.

ملابسه مليئة بالعرق،انفاسه متقطعة،و عيناه تعكسان تعبا كبيرا.

وضع الحقيبة امامه،تبادل النظرات مع المسدس العضوي للحضة قبل ان يقوم بسحب قطعة من الخبز من داخل الحقيبة.

أمسك قطعة الخبز بين أصابعه،و بدأ بأكلها ببطئ،بينما تمعن فالمساحات الخضراء من حوله بأعين فارغة.

لا اصوات،لا رياح،ولا حياة،فقط صوت طنين خفيف تردد في اذنيه جراء الهدوء.

نظر ايثان ناحية البندقية بطرف عينه،ليجد أن البندقية له فم تحت فوهته،الحم من حوله تمزق كاشفا عن اسنان شبه بشرية.

امتد لسانه خارج فمه ببضعة سنتيميترات بإتجاه ايثان،متحركا للأعلى و للأسفل بحركة بطيئة،و كأنه يطلب شيئا ما منه.

رمقه ايثان بنظرات من الاستغراب لعدة لحظات،ليلاحظ بعدها ان عينه تلاحق الخبزة في يده.

نظر ايثان الا الخبزة ثم الا البندقية مجددا،ليقوم بتحريك يده حاملا الخبزة في مختلف الاتجاهات بينما يراقب حركة عين البندقية.

ليجد ان البندقية استمرت بالنظر للخبزة في كل التحركات،ليستوعب مباشرة انه يريد الاكل.

تنهد الاخير في تعب،ليقوم بعدها بقطع الخبزة الا نصفين و رمي احدهما ناحية البندقية.

فور سقوط قطعة الخبز على الارض،تحرك لسان البندقية ناحيته،والتف حول قطعة الخبز قبل أن يسحبها إلى داخل فمه اللزج،مصدرا صوت مضغٍ رتيب،رطب و مزعج.

في الوقت نفسه كان ايثان يراقبه ببرود،عيناه خاليتان من اي حياة،يقضم طعامه بهدوء غير مستشعر لأي لزة في طعامه.

فجأة و دون سابق انذار،ترددت ذكريات غير مرغوبة للحظة وفات نيكولاس و جيني داخل عقله.

كانت واضحة،مسموعة،و كأنها حدثث منذ لحظات قليلة...

تجمد ايثان في مكانه،توقف المضغ في فمه، والخبز العالق بين أسنانه فقد طعمه تمامًا.

يده معلقة في الهواء،و شعور مرير بالضيق اجتاح صدره.

الذكريات استمرت بالتكرر مرارا و تكرارا،كأنها شريط لا نهاية له، يعيد نفس اللقطات بنفس الألم ونفس العجز.

اغمض عينه بقوة محاولا طرد الصور من رأسه، لكن كلما حاول، ازدادت وضوحًا.

سقطت قطعة الخبز من يده،و بلحظة من الجنون و الانزعاج،بدأ بتوجيه ضربات مباشرة لرأسه.

ضربة تلو الاخرى،محاولا اسكات عقله بالقوة.

ايثان رفع قبضته للمرة 6،ضاربا رأسه بقسوة حتى ارتد رأسه الى جذع الشجرة،الضربة أطلقت طنينًا حادًا في أذنيه،تلاه اختفاء مؤقت لذكريات.

وضع يده فوق رأسه،و انفاسه اصبحت سريعة و مهتزة.

سقطت خبزته بجانب البندقية،الذي لم يتردد بإبتلاعها مباشرة.

نهض بتثاقل،التقط بندقيته مرجعا اياها للحقيبة،علقها على كتفه، ثم بدأ يمشي مجددًا.

كانت خطواته ثقيلة، لكنها منتظمة، تصدر إيقاعًا باهتًا فوق الأسفلت المهترئ.

عيناه تعكسان غضبا مكبوتا،و الشيئ الوحيد الذي يزوده بالطاقة لتقدم هو حقده الا متناهي لبني الكاتوران.

مرت ساعتان منذ بدأه بالتقدم.

الاعشاب من حوله بدأت بالتلاشي كلما تقدم اكثر ليحل محلها ارض ترابية ميتة.

سيارات صدئة تظهر من الحين للأخر،بعضها محطم،و البعض الاخر محروق...

فجأة لمح ايثان هيكلًا معدنيًا على جانب الطريق.

اقترب أكثر، ليكتشف أنه لوحة طريق نصف مدفونة في التراب، كتب عليها بخط متآكل.

"مدينة نوفارا_ 2كيلومتر"

تمعت ايثان في الحروف الصدئة لثوانٍ،قبل ان يرفع رأسه للأفق،ليلمح المدينة من بعيد.

أطلق تنهيدة مرهقة،دفن كفه خلف ظهره، باحثًا حتى اصطدم طرف إصبعه باللحم الطري للبندقية، ثم سحَبها بسلاسة متأنية.

وضع البندقية على الأرض مثبتًا إياها بقدميه،مدخلاً يده داخل الفتحة،مسلحا نفسه.

ليكمل سيره مباشرة للأمام،متوجها ناحية الاراضي المجهولة.

مرت 20 دقيقة منذ تقدمه،لتبدأ ملامح المدينة بالوضوح مع كل خطوة.

عينى ايثان تطوفان بالارجاء بحذر،تراقبان بإنتباه تام المحيط من حوله.

لكن شيئا ما بالارجاء اثار قلقه...

حول المدينة،كانت هناك اشكال هندسية غريبة،اشبه بقطع كريستالية حادة و متباعدة بلون احمر دموي،تعكس ضوء الشمس الخافت بلمعان قاتم.

كانت تتصاعد من الأرض بشكل غير منتظم، بعض القطع طويلة كالعمود، أخرى قصيرة وعريضة، لكنها جميعها حادة الزوايا.

بعضها كانت متصدعة،و بعضها كانت مكسورة.

اقترب ايثان ناحية احداها،ليقوم بتفحصه بهدوء.

كان الكريستالات شفافة بعض الشيئ،حيث كان بإمكانه رؤية شبكة دقيقة من الشقوق المتوهجة باللون الأحمر الداكن تتخلل داخله، كأنها شرايين ميتة تسري عبر الحجر.

لكن ما رأاه بعدها جعل يدرك ان ما ينتظره في هذا المكان ليس هينا على الاطلاق.

داخل الكريستالة الحمراء،بقايا جثة لأحد البشر،مجمدة في مركز الكريستالة،جثة الرجل مشوهة،و اشواك كريستالية حادة تخترق جسده.

لتتغير ملامح ايثان لمزيج من الجدية و الحذر بينما حول انظاره ناحية المدينة الصامتة امامه.

المباني في الأفق كانت متآكلة، جدرانها منهارة جزئيًا، ونوافذها سوداء كالفراغ،و نفس الكريستال تخلل الابنية و الازقة.

رفع البندقية للهواء،بينما بدأ بالتقدم للأمام،يتوقف خلف كل كريستالة يصادفها،ليكون له الوقت للإحتماء في حالة حدوث اي شيئ مفاجئ.

بعض دقائق معدودة على نفس الحالة،دخل ايثان لأحد المنازل بواسطة احد التشققات بالجدران.

كان المكان فارغا من الداخل،لا شيئ سوا حدائد صدئة،و كريستال دموي حاد ملتصق في مختلف الاماكن.

تقدم ايثان اكثر داخل المكان،متجنبا الاشواك الكريستالية تحت قدميه،الا ان وصل الا احد النوافذ.

بطرف عينيه،القى نظرة للخارج ليتفحص المكان الاكثر.

الكريستال،في كل مكان،يتخلل الابنية من جذورها حتى أسطحها.

الشوارع تمتد فيها البلورات مثل عروق متضخمة، تشق الجدران و تقترق الاعمدة و السيارات.

ايثان،عيناه تتحركان ببطء بين الزوايا، يحاول أن يلتقط أي حركة، أي صوت.

الا ان فجأة تجمدت عيناه في مكانهما...

بالقرب من احد المباني المتبلورة،تواجد مخلوقات غريبان.

مخلوق طويل و نحيف،بجسدٍ مكوَّنٍ من أنسجة حمراء متشابكة تشبه العضلات المكشوفة أو الأوردة المنتفخة دموية.

رأسه كبير نسبيًا، ذو فك واسع مليء بأسنان حادة غير منتظمة، وفوق رأسه قرنان طويلان متشعبان يبرزان إلى الأعلى بشكلٍ مائل، وكأنهما امتداد لعظام جمجمته.

ذراعاه طويلتان بشكل غير متناسق، تتدليان إلى الأسفل حتى ما يقارب الأرض، وتنتهيان بأيدٍ هزيلة ذات مخالب كريستالية دموية.

و الكريستال يحاوط جسدهما في مختلف الاتجاهات كدرع دموي رغم اختلاف شكله بينهما.

أحدهما كان أطول من الآخر بقليل، منحني الظهر،ذراعه اليمنى عبارة عن سيف حاد مصنوع من دماء كريستالية، فيما الثاني يتحرك بطريقة متوترة، كأنه يترقب شيئًا أو يبحث عنه،بينما يمسك بيده اليمنى رمحا كريستاليا احمر اللون، تنطلق منه حلقة مسطحة كبيرة عند منتصفه تشبه طوقا شوكيا.

من الحلقة تبرز أشواك مدببة منتظمة تتجه إلى الخارج.

ابتعد ايثان بسرعة من نافذة،و القلق دب في قلبه.

اطلق تنهدية صامتة،ليبدأ بعدها بالتقدم بحذر للوراء،راجعا من حيث اتى.

استمر بالمشي متخفيا خلف الابنية و البلورات،الا ان وصل الا احد الابنية،داخلا اليه بواسطة احد النوافذ.

فور ان وطأت قدماه المكان،احس بشيئ ما يخترق قدمه.

تجمد إيثان في مكانه، حبس أنفاسه للحظة، ثم خفض نظره ببطء نحو قدمه.

قطعة كريستالية صغيرة، حمراء كقطرة دم متجمدة، اخترقت حذاءه وغرست نفسها في اللحم بعمق كإبرة زجاجية حادة.

انقبض صدره، وارتجف جسده بعنف، فُتح فمه كمن يصرخ، لكن لا صوت خرج من فمه،سوا صوت خفيف لا يمكن تسميته صرخة حتى.

ترك السلاح من يده،ثم قام بسحب الشوكة من قدمه،و ملامح الالم واضحة على وجهه.

فور انتهائه ارجع البندقية ثم رفع نظره للأعلى متفحصا المكان.

الارضية مغطات ببلاط فيلين قديم،لونه يميل الا البني،يتخلله كريستالات صغيرة حمراء كالاشواك،طاولات خشبية فاخرة،بعضها مبعثر و بعضها الاخر لازال في مكانه كمن لو انه وُضع لتو،و نفس الشيئ مع الكراسي الخشبية.

و ما تبقى من صبغة الجدران عبارة عن خطوط حمراء يتخللها نقاط صفراء.

الواجهة الامامية للمكان،كانت و كأنها واجهة زجاجية،لكن خالية من اي زجاج.

آلاف القطع الزجاجية المحطمة، كل قطعة بحجم كفّ اليد أو أصغر ساقطة على الارض.

ركزت اعين ايثان على واجهة المحل بحذر،حيث ان كل كيان بالخارج بإمكانه رأيته بسهولة.

تقدم بخطى داخل المكان،مع الحفاظ على اعينه على المدخل.

فور وصوله الا منطقة الطلب(المنطقة الذي يكون فيها الكاشير)

قفز للجهة الاخرى بسرعة،متخفيا خلف المنضدة الحمراء الطويلة.

لامس ظهره البلاستيك البارد،و وجهت انظاره ناحية المطبخ المتداعي امامه.

التف للوراء رافعا رأسه للأعلى متفحصا المكان بشكل اوضح.

خارج المحل،طريق طويل تتخلله المباني الضخمة و الكريستالات الدموية المتصلة بين الابنية و الطرقات.

من بعيد،كان هنالك شيئ شد انتباهه.

فوق الجسور الكريستالية المعلقة بين الابنية،و على الارض الميتة بعيدا عن مكانه،لمح مجموعة من المخلوقات بنفس الطابع الشكلي الكيانين الذان قابلهما سابقا،لكن مع اختلافات بسيطة.

بعضهم بدون قرون،و بعضهم بشكل شبه بشري،لكن تفاصيلهم لم تكن واضحة بسبب بعدهم.

10 فوق الجسر الكريستالي،بعضهم يمشون يمينا و شمالا كما لو انهم يقومون بدورية،و البعض الاخر واقف يراقب الارض من مكانه.

و على الارض مجموعة مكونة من 5 منهم،بعضهم جالس،و بعضهم واقف،يخرجون اصواتا غريبة اشبه بالكلام المشوه،وكأنهم يتواصلون فيما بينهم.

كلهم يرتدون ما اشبه بدروع كريستالية حمراء على صدورهم،حاملين بين ايديهم اسلحة بمختلف الاشكال المشترك بينها هو انها مكونة من الكريستال الدموي.

ايثان،اهبط رأسه في فزع،ملامح الخوف و الجدية ارتسمت على ملامحه.

مدركا مباشرة ان الامر خطر للع*ة.

اخذ نفسا عميقا،ثم بادر بالزحف بهدوء ناحية المطبخ.

المكان كان مبعثرا مثل بقية المكان،لكن اهم ما فيه هو باب حيدية صدئة تقود لمكان ما.

نهظ ايثان على قدميه فور تأكده من ان لا احد بإمكانه رأيته ثم توجه ناحية الباب.

وضع يده على المقبض،ثم بدأ بدفعه للخارج ببطئ شديد،محاولا تجنب اصدار اي صوت ولو صغير.

ليجد ان الباب يقود لزقاق ضيق،محاط بالابنية الشاهقة من حوله،و على بعد خطوات صغيرة منه،وجدت 3 حاويات قمامة بلون اخضر داكن،واحد منها ساقط على الارض،يحوم الذباب حول قذارته.

ايثان،احتمى خلف الباب المعدني،و بطرف عينه القى نظرة لما وراء الباب.

ليجد ان الزقاق ممتد لبضعة مترات و في نهايته منعطف لليمين لا يمكن رأية ما فيه.

ابتعد من الباب بحذر،اعينه تراقب كل شيئ لتأكد من امان المكان.

فجأة لاحظ شيئا ما...في زاوية الزقاق الايسر...جثة رجل متكئة على الجدار.

كان يرتدي لباسا جلديا رمادي اللون،مليئ بالتقطعات في مختلف انحائه،و سروالا غامق اللون،و مكان رأسه خوذة نارية سوداء تخفي ملامح وجهه،و رمح قرمزي عالق في قلبه.

ايثان،ألقى عليه نظرة تجمع بين الريبة والفضول،مشى ناحيته دون أن يرفع عينيه، متيقظاً لأي حركة،بينما يوجه بندقيته نحوه.

توقف على بعد سنتيمترات قليلة من الجثة،مد البندقية قليلا نحوه.

لم يحدث شيئ،ولو حركة خفيفة.

بحركة احتياطية،وضع ايثان قدمه فوق الجثة دافعا اياه قليلا.

لتنهار الجثة على الارض،تدحرجت الخوذة على الارض ببطئ لتتوقف امام قدم ايثان.

كاشفتا عن جمجعة بشرية واضح عليها القدم،انفك من الجسد ليبدأ بالتدحرج بعيدا عن مركزه،بينما تتبع ايثان تحركه بهدوء الا ان توقف امام احد الحاويات.

ليعيد الاخير بصره ناحية الخوذة من تحته.

ليقوم بحمله مستعملا فوهة البندقية،رافعا اياه امام ناظريه.

تفحصه بأعين مليئة بالفضول لعدة لحظات مفكرا في الفائدة التي يمكن ان يقدمها له.

بالاخير،رفعه بهدوء ناحية رأسه.

و بدون تردد،وضع الخوذة على رأسه.

كانت واسعة قليلا لكن ذالك لم يكن مشكلة بنسبة له.

التف للوراء،و بدأ بالخطو ناحية الجهة المقابلة للمكان.

وصل الا المنعطف.

اعينه تابتة،انفاسه منتظمة،و سلاحه مستعد لأي مشكلة.

مد رأسه ببطئ محاولا استكشاف محيطه قبل الدخول اليه.

لم تمض ثوان بسيطة حتى اتسعت عيناه،و تجمدت عروقه.

امامه مباشرة على بعد انفاس قليلة،واحد من تلك الكيانات،بدا و كأنه كان مارا من هذا المكان.

و لسوء حظ ايثان...فالكيان قد رأاه...

دون تضييع ثانية من الوقت.

امسك الكيان بأحد الشظايا القرمزية،طاعنا يده المقابلة من الامام،لينطلق شلال دماء من الجرح.

و بحركة سريعة،أرجع الكيان يده المصابة للوراء،و بدأ بتحريكها و كأنه يقوم بتوجيه الدماء بالطريقة التي يريدها.

و في الثانية المقابلة تبلورت الدماء المتناثرة من يده مشكلتا نصلاً دمويا متصلا بالوحش.

و في الوقت نفسه،رفع ايثان البندقية ناحية الوحش،اصابعه تسحب خيط الاطلاق،و جسده دفع نفسه للوراء محاولا الابتعاد عن الخطر.

بينما بادر الوحش بتلويح بنصله.

خرجت الرصاصة المصنوعة من الاسنان من فوهة البندقية بسرعة خاطفة.

و اقترب النصل اكثر فأكثر من صدر إيثان.

و في لحظة متناغمة.

اخترقت الرصاصة عنق الوحش.

و شق النصل صدر ايثان من يمينه الا شماله بخط مستقيم.

في تلك اللحظة ابتعد الوحش بضعة خطوات للوراء.

و كاد ايثان ان يفقد توازنه،لكنه تمالك نفسه في اخر لحظة.

ألم حارق من صدره، امتد كخط من النار يشق طريقه نحو كتفه الأيسر.

نظر بخفة ناحية جرحه لتقييم سوئه،ليجده مجرد جرح سطحي تتسرب منه الدماء من يمين صدره الا يساره.

اطلق ايثان تنهيدة متألمة،بينما صب تركيزه ناحية الوحش.

وقف الكيان على قدميه،و الدماء المحيطة بجرحه بدأت بالتبلور مقفلتا اياه.و بشكل مباشر بادر بالركض ناحيته،و نصله القرمزي يحتك في الارضية الحجرية مطلقا شرارة خافتة.

ارتكز ايثان على قدمه اليمنى،و صوب بندقيته مباشرة ناحية الكيان المندفع.

العين في البندقية تحركت بسرعة مصوبة تركيزها ناحية الخطر المحدق بهم.

ضغط على الزناد،لتنبسق 3 رصاصات بشكل متتالي.

الرصاصة الاولى اخترقت كتف الكيان.

الرصاصة الثانية تم صدها بواسطة نصله.

الرصاصة الثالثة اخترقت قدمه.

لكن لا شيئ من هذا استطاع ابطائه.

في لحظة خاطفة، قفز إيثان إلى الجانب، تدحرج على الأرض متفاديًا ضربة النصل التي مزقت الهواء مكانه،مرتطما بالجدار بجانبه.

لم يكن لديه وقت لتفكير،فقط الفعل.

في تلك الثواني المعدودة الذي كان الوحش فيها مبعدا انظاره عنه.

ثبث ايثان قدميه على الارض،و بلا تردد أدار جسده للجانب، واندفع نحو المنعطف.

هاربا من الوحش بكل ما اوتي من طاقة.

و اثناء هروبه،و بشكل مفاجئ اطلق الكيان صرخة مدوية اخترقت سكون المدينة و كأنه نداء لبني جلدته.

ليبدأ بعدها بالركض بهمجية متبعا ايثان الذي هرب للجانب الاخر لزقاق.

فور وصوله للمنعطف و على بعد مترات قليلة،كان ايثان واقفا على قدميه،بندقيته موجهة ناحيته.

لكن الوحش لم يكترت و استمر بالركض ناحية فريسته.

في المقابل،استغل ايثان الوقت الناتج عن بعد المسافة بينهما لتصويب و انهاء امره بأسرع ما يمكن.

الزقاق كان ضيقا لذالك لم تتوفر للوحش الكثير من الخيارات للحركة، فلا مجال للمناورة أو الاختباء.

ثبت قدميه جيدًا، وضبط أنفاسه رغم الألم الذي يخترق صدره.

بام!!

تسارعت الرصاصة،شاقتا طريقها ناحية رأس الكيان.

لتنتهي هنا حياة الكيان...

او هذا ما كان متوقعا...

قبل ان تصل الرصاصة اليه...كلا بل حتى قبل ان يقوم بإيثان بإطلاقها،ادرك الوحش في تلك الثوان انه استدرج لفخ ايثان.

لذالك،في طرفة عين،قطع الوحش ذراعه اليمنى،لينفجر مدفع من الدماء من جهة القطع.

الدماء شقت طريقها بالمكان بكميات كبيرة في ثوانٍ معدودة.

لتتبلور بالنهاية مشكلتا جدارا كريستاليا اشبه بشبكة عنكبوتية،متصلة بمختلف اماكن الجدار.

انطلقت الرصاصة،و اخترقت الحاجز الدموي الذي اضعف اندفاعها ناحية رأس الكيان ليسقط مباشرة على الارض بجرح خفيف في منتصف جبهته.

الدماء تصلبت في المنطقة المقطوعة من يده،و التعب حل على الكيان الساقط.

تبعه اصوات صرخات مختلفة الانواع انتشرت في المكان،و كأنها استجابة لندائه السابق.

زفر ايثان بقوة،ليبدأ مباشرة بالركض بعيدا عن جهة الكيان.

مدركا انه لو بقي هنا لوقت اطول فتتم ابادته على الفور.

(يكمل...)

More Chapters