Cherreads

Chapter 10 - الفصل 10

لقد ضاعت الجنة، لكنني وجدته، وأنا راضية.

إنه يحبني بقدر ما يستطيع، وأحبه بكل ما في عاطفتي من حرارة، وأظن أن هذا يليق بعمري وأنوثتي.

وحين أسأل نفسي لماذا أحبه، لا أجد جوابًا، ولا يهمني أن أجد واحدًا.

أعتقد أن هذا النوع من الحب لا يولد من التفكير أو الإحصاءات، كحب المرء لبقية المخلوقات والزواحف. لا، إنه شيء مختلف تمامًا.

أحب بعض الطيور لغنائها، لكني لا أحب آدم بسبب غنائه — لا، ليس هذا السبب. بل كلما غنّى، ازددتُ نفورًا من صوته.

ومع ذلك، أطلب منه الغناء، لأنني أريد أن أتعلم أن أحب كل ما يهمّه.

وأنا متأكدة أنني قادرة على ذلك، لأني في البداية لم أكن أطيقه، أما الآن فأستطيع تحمّله.

صحيح أنه يُفسد اللبن بصوته، لكن لا بأس، يمكنني الاعتياد على هذا النوع من اللبن.

ليس لأنّه ذكي أحببته — لا، ليس هذا السبب.

فهو ليس مسؤولًا عن ذكائه، القليل منه كما هو، لأنه لم يصنعه بنفسه؛ هو كما خلقه الله، وهذا كافٍ.

لا شك أن في ذلك حكمة ما، وأنا واثقة بها.

سيَنضج مع الوقت، وإن كان تطوّره لن يكون مفاجئًا، ولا بأس، فليأخذ وقته، إنه جيد كما هو الآن.

وليس لأنّه لطيف أو رقيق الطبع أحببته — لا، فله عيوب في ذلك الجانب، لكنه لا بأس به، وهو يتحسّن.

وليس لاجتهاده أو نشاطه أحببته — كلا، ليس هذا.

أظن أن في داخله روح الجد، ولا أدري لماذا يخفيها عني. إنها ألمي الوحيد.

عدا ذلك، فهو صريح معي الآن، لا يُخفي عني شيئًا سوى هذا.

يحزنني أن يحتفظ بسرّ عني، وأحيانًا يسرق النوم من عينيّ التفكير فيه،

لكنني سأطرده من ذهني، فلن أسمح له أن يُكدّر سعادتي التي تفيض عليّ.

وليس بسبب علمه أحببته — لا، ليس هذا.

إنه متعلم بذاته، ويعرف أشياء كثيرة فعلًا، لكنها ليست هي السبب.

وليس بسبب نُبله أو شهامته أحببته — لا، ليس هذا.

لقد وشى بي، ومع ذلك لا ألومه؛ فهذه على ما يبدو سمة في جنسه، وهو لم يخلق جنسه.

أما أنا، فلو كانت الأدوار معكوسة، لما وشيت به، بل فضّلت الهلاك أولًا؛

لكنها أيضًا سمة في جنسي، ولا فضل لي فيها، لأني لم أخلق نفسي.

إذن، لماذا أحبه؟

ربما فقط لأنه رجل.

في أعماقه، هو طيب القلب، وأحبه لذلك، لكني أستطيع أن أحبه حتى لو لم يكن كذلك.

لو ضربني أو أساء إليّ، لظللت أحبه.

أعرف ذلك — إنها مسألة تخصّ الجنس، على ما أظن.

إنه قوي ووسيم، وأحبه لذلك، وأُعجب به وأفخر به،

لكنني أستطيع أن أحبه حتى من دون تلك الصفات.

لو كان قبيحًا، لأحببته؛ ولو كان حطامًا بشريًا، لأحببته؛

ولخدمته، وسهرت عليه، وعملت من أجله، وصلّيت له، وبقيت إلى جواره حتى مماتي.

نعم، أظن أنني أحبه فقط لأنه لي، ولأنه رجل.

ولا أجد سببًا آخر.

وأظن، كما قلت في البداية، أن هذا النوع من الحب ليس ثمرة منطق أو حساب.

إنه يأتي فجأة — لا أحد يدري من أين — ولا يمكن تفسيره.

ولا يحتاج إلى تفسير.

هذا ما أظنه.

لكنني مجرد فتاة، أول من بحث في هذا الأمر،

وربما بسبب جهلي وقلة خبرتي... لم أفهمه تمامًا بعد.

بعد أربعين عامًا

صلاتي، وشوقي العميق، أن نغادر هذه الحياة معًا.

إنه شوق لن يزول من وجه الأرض، بل سيظلّ له مقام في قلب كل زوجة محبّة، إلى نهاية الدهر — وسيُعرف باسمي.

لكن إن كان لا بدّ لأحدنا أن يرحل أولًا، فليكن أنا؛

فهو قويّ، وأنا ضعيفة،

وليس بحاجة لي بقدر حاجتي إليه —

فالحياة بدونه ليست حياة،

فكيف لي أن أحتملها؟

وهذه الصلاة أيضًا خالدة،

لن تنقطع ما دام في الأرض نسلٌ منّا.

أنا الزوجة الأولى،

وفي آخر زوجةٍ على وجه الأرض،

سيعاد صداي.

عند قبر حوّاء

آدم:

أينما كانت، كانت هي الجنّة.

More Chapters